2025-07-31 09:14:18
"نابولي، يا سلام، نابولي، انتهى الكلام"، جملة أصبحت عنوانًا لموسم استثنائي لفريق الجنوب الإيطالي تحت قيادة المدرب لوتشيانو سباليتي. فبعد سنوات من الأداء الجيد دون تحقيق الألقاب، تحول نابولي إلى ظاهرة كروية تجمع بين الجمال التكتيكي والنتائج المبهرة، ليتصدر الدوري الإيطالي ويصبح مرشحًا قويًا لدوري أبطال أوروبا.

البداية: سباليتي والتحدي الجديد
عندما تولى سباليتي تدريب نابولي في صيف 2022، كان الجميع يتذكر تجربته السابقة مع روما وإنتر، حيث يبدأ بقوة ثم يفقد الزخم في النهاية. لكن هذه المرة، قرر المدرب الإيطالي كسر النمط المعتاد عبر تغيير جذري في تشكيلة الفريق. فقد استغنى عن أعمدة الفريق السابقين مثل درايس ميرتينز ولورينزو إنسيني وخاليدو كوليبالي، واستبدلهم بلاعبين شباب أكثر مرونة تكتيكيًا، مثل خفيتشا كفاراتسخيليا ومين جاي كيم وفرانك أنغيسا.

التكتيك: من الروتين إلى الإبداع
كانت مشكلة نابولي في المواسم السابقة تكمن في الهجوم المتوقع، حيث اعتمد الفريق على نفس النمط من التمريرات والتحركات. لكن سباليتي أعاد صياغة الفريق ليكون أكثر تنوعًا وخطورة. فبينما كان إنسيني يميل إلى اللعب خلف الكرة، جاء خفيتشا ليهاجم المساحات ويخلق فرصًا غير متوقعة. كما أعاد سباليتي اكتشاف قدرات فيكتور أوسيمين، الذي تحول إلى واحد من أخطر المهاجمين في أوروبا.

النتائج: حلم الدوري والأبطال
اليوم، نابولي ليس فقط متصدرًا للدوري الإيطالي بفارق كبير، بل أصبح أحد أكثر الفرق إثارة للإعجاب في أوروبا. مع أداء متكامل من الدفاع إلى الهجوم، بات الفريق قادرًا على منافسة عمالقة القارة في دوري الأبطال. كما أن ثقة اللاعبين مثل أوسيمين وكفاراتسخيليا في إمكانية تحقيق المجد الأوروبي تضيف بعدًا جديدًا للقصة.
الختام: جنون سباليتي وسحر نابولي
السر الحقيقي وراء هذا التحول هو التوافق بين فلسفة سباليتي التكتيكية وروح نابولي الكروية. فالمدرب وجد في الفريق الجمهور الذي يقدر الجمال الكروي، والفريق وجد في سباليتي المدرب القادر على تحويل الحلم إلى حقيقة. الآن، بينما يقترب نابولي من لقب الدوري، فإن أحلام الجماهير تتجاوز ذلك إلى المجد الأوروبي، في قصة تثبت أن كرة القدم ما زالت قادرة على إبهارنا.